فصل: كتاب الإخوان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأخبار ***


بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الإخوان

الحث على اتخاذ الإخوان واختيارهم

لبعض الأدباء ينصح ابنه ويحثه على اتخاذ الأصدقاء حدثنا سهل بن محمد قال‏:‏ حدثنا الأصمعي قال‏:‏ أخبرنا العجليّ قال بعض الأدباء لابنه‏:‏ يا بنيّ، إذا دخلت المصر فاستكثر من الصديق فأما العدو فلا يهمنّك؛ وإياك والخطب فإنها مشوار كثير العثار‏.‏

نصيحة النبي داود لابنه سليمان عليهما السلام قال‏:‏ وبلغني عن الأوزاعي عن يحيى بن كثير‏:‏ أن داود النبي عليه السلام قال لابنه سليمان عليه السلام‏:‏ ‏"‏يا بنيّ، لا تستبدلنّ بأخٍ لك قديم أخًا مستفادًا ما استقام لك، ولا تستقلّنّ أن يكون لك عدوٌ واحدٌ، ولا تستكثرنّ أن يكون لك ألف صديق‏"‏لبعضهم في طلب الإخوان وعدم التفريط بهم وكان يقال‏:‏ أعجز الناس من فرّط في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم‏.‏

في الأثر وفي الحديث المرفوع‏:‏ ‏"‏المرء كثيرٌ بأخيه‏"‏شعر لابن الأعرابي وأنشد ابن الأعرابيّ‏:‏

لعمرك ما مال الفتى بذخيرةٍ *** ولكنّ إخوان الثقات الذخائر

لأبي الجراح العقيلي في الاستكثار من الإخوان قال أبو الجرّاح العقيلي‏:‏ وجدت أعراض الدّنيا وذخائرها بعرض المتالف إلا ذخيرة الأدب وعقيلة الخلّة، فاستكثروا من الإخوان واستعصموا بعرا الأدب وكان يقال‏:‏ الرجل بلا إخوان كاليمين بلا شمال شعر لبعضهم قال الشاعر‏:‏

إذا لم يكن للقوم عزّ ولم يكن *** لهم رجلٌ عند الإمام مكين

فكانوا كأيدٍ أوهن اللّه بطشها *** ترى أشملًا ليست لهنّ يمين

لأيوب السختياني قال أيوب السّختياني‏:‏ إذا بلغني موت أخٍ فكأنما سقط عضوٌ مني‏.‏

شعر للقطامي، ولغيره وقال القطامي‏:‏

وإذا يصيبك والحوادث جمةٌ حدثٌ حداك إلى أخيك الأوثق

وقال آخر‏:‏‏:‏

أخاك أخاك إنّ من لا أخا لـه *** كساع إلى الهيجا بغير سـلاح

وإنّ ابن عمّ المرء فاعلم جناحه *** مهل ينهض البازي بغير جناح

وقال الثّقفيّ‏:‏

من كان ذا عضدٍ يدرك ظلامته *** إنّ الذليل الذي ليست له عضد

تنبو يداه إذا ما قـلّ نـاصـره *** ويأنف الضّيم إن أثري له عدد

وقال آخر‏:‏

وبغضاء التقّـي أقـلّ ضـيرًا *** وأسلم من مودّة ذي الفسـوق

ولن تنفكّ تحسـد أو تـعـادى *** فأكثر ما استطعت من الصّديق

كتاب الفضل بن سيار إلى الفضل بن سهل شعرًا وكتب الفضل بن سيّار إلى الفضل بن سهل‏:‏

يا أبا العباس إنّـي نـاصـحٌ *** لك والنصح لذي الودّ كبـير

لا تـعـدنّ لـيوم صـالـح *** إنّ إخوانك في الخير كثـير

وليكن للشرّ ما أعـددتـهـم *** إنّ يوم الشرّ صعبٌ قمطرير

هذه السّوق التـي آمـلـهـا *** يا أبا العباس والعمر قصير

للمأمون في طبقات الإخوان قال المأمون‏:‏ الإخوان ثلاث طبقات‏:‏ طبقةٌ كالغذاء لا يستغنى عنه، وطبقةٌ كالدواء لا يحتاج إليه إلا أحيانًا، وطبقة كالداء لا يحتاج إليه أبدًا للحسن بن علي في الاختلاف إلى المسجد

قال‏:‏ حدثني سعيد بن سليمان قال‏:‏ حدثنا إسماعيل بن زكريا عن سعيد بن طريف عن عمير بن المأمون قال‏:‏ سمعت الحسن بن عليّ يقول‏:‏ من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب ثماني خصال‏:‏ آيةً محكمةً، وأخًا مستفادًا، وعلمًا مستطرفًا، ورحمةً منتظرةً، وكلمةً تدلّه على هدىً أو تردعه عن ردىً، وترك الذنوب حياءً أو خشيةً‏.‏

أقوال في الصاحب قال‏:‏ وحدثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن أبيه قال‏:‏ كان يقال‏:‏ الصاحب رقعةٌ في قميص الرجل، فلينظر أحدكم بم يرقع قميصه‏.‏

وحدثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن أبيه أنه قال‏:‏ كان يقال‏:‏ ما وجدنا شيئًا أبلغ في خير أو شرّ من صاحب‏.‏

وحدثني الرياشيّ عن الأصمعيّ قال‏:‏ حدثنا سليمان بن المغيرة قال‏:‏ قال يونس‏:‏ اثنان ما في الأرض أقلّ منهما ولا يزدادان إلا قلّةً‏:‏ درهمٌ يوضع في حقٍّ، وأخٌ يسكن إليه في اللّه علقمة بن لبيد ينصح ابنه وحدّثني شيخ لنا عن محمد بن مناذر عن سفيان بن عيينة قال‏:‏ قال‏:‏ علقمة بن لبيد العطارديّ لابنه‏:‏ يا بنيّ، إذا نزغتك إلى صحبة الرجال حاجةٌ، فأصحب منهم من إن صحبته زانك، وإن خدمته صانك، وإن أصابتك خصاصةٌ مانك؛ وإن قلت صدّق قولك، وإن صلت شدّ صولك؛ وإن مددت يدك بفضلٍ مدّها، وإن رأى منك حسنةً عدّها؛ وإن سألته أعطاك، وإن سكتّ عنه ابتداك، وإن نزلت بك إحدى الملمّات آساك؛ من لا يأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق؛ وإن حاول حويلًا آمرك، وإن تنازعتما منفسًا آثرك‏.‏

القرظي لعمر بن العزيز قال محمد بن كعب القرظي لعمر بن عبد العزيز‏:‏ إنّ فيك جهلًا، فداو بعض ما فيك ببعضٍ، وآخ من الإخوان من كان ذا مغلاةٍ في الدّين ونّيةٍ في الحق، ولا تؤاخ منهم من تكون منزلتك عنده على قدر حاجته إليك، فإذا قضى حاجته منك ذهب ما بينك وبينه‏.‏ وإذا غرست غراسًا من المعروف فلا تبقيّن أن تحسن تربيته‏.‏

للأحنف بن قيس في خير الإخوان وقال الأحنف بن قيس‏:‏ خير الإخوان من استغنيت عنه لم يزدك في المودّة، وإن احتجت إليه لم ينقصك منها، وإن عثرت عضدك، وإن احتجت إلى مؤونته رفدك‏.‏

وقال الشاعر‏:‏

إنّ أخاك الصّدق من لم يخدعك *** ومن يضرّ نفسه لينـفـعـك

ومن إذا ريب زمانٍ صدعـك *** شتت شمل نفسه ليجمـعـك

وإن رآك ظالمًا سعى معـك ***

شعر لحجيّة بن المضرّب وقال حجية بن المضّرب‏:‏

أخوك الـذي إن تـدعـه لـمـلـمةٍ *** يجبك وإن تغضب إلى السّيف يغضب

وكتب رجلٌ إلى صديق له‏:‏ أنت كما قال أعشى بأهلة‏:‏

من ليس في خيره منّ فيفـسـده *** على الصّديق ولا في صفوه كدر

وليس فيه إذا استنظرته عـجـلٌ *** وليس فيهأذا ياسرتـه عـسـر

لعلي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه وقال عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه‏:‏

أخوك الذي إن أحوجتـك مـلـمةٌ *** من الدّهر لم يبرح لها الدّهر واجما

وليس أخوك الحقّ من إن تشعّبـت *** عليك أمورٌ ظلّ يلـحـاك لائمـا

وقال آخر‏:‏

إذا كان إخـوان الـرجـال حـرارةً *** فأنت الحلال الحلو والبارد الـعـذب

لنا جانـبٌ مـنـه دمـيثٌ وجـانـبٌ *** إذا رامه الأعداء مركبـه صـعـب

وتأخـذه عـنـد الـمـكـارم هـزّةٌ *** كما اهتزّ تحت البارح الغصن الرطب

وقال آخر‏:‏

أبكي أخًا يتـلـقّـانـي بـنـائلـه *** قبل السؤال ويلقى السّيف من دوني

إنّ المنايا أصابتني مـصـائبـهـا *** فاستعجلت بأخٍ قد كان يكفـينـي

من كتاب الهند وقرأت في كتاب للهند‏:‏ رأس الموّدة الإسترسال لأكثم بن صيفيّ وقال أكثم بن صيفيّ‏:‏ من تراخى تألف، ومن تشدّد نفرّ، والشرف التغافل‏.‏

لحاتم في العاقل وقال حاتم‏:‏ العاقل فطنٌ مغافلٌ‏.‏

من كتاب الهند في علامة الصديق، وشعر للعتابي في ذلك وقرأت في كتاب للهند‏:‏ من علامة الصديق أن يكون لصديق صديقه صديقًا ولعدوّ صديق عدوًا‏.‏

قال العتابي في ذلك‏:‏

تودّ عدوّي ثم تـزعـم أنّـنـي *** صديقك، إن الرأي عنك لعازب

وليس أخي من ودّني رأي عينه *** ولكن أخي من صدّقته المغايب

لبزر جمهر قيل لبزر جمهر‏:‏ أخوك أحبّ إليك من صديقك‏؟‏ قال‏:‏ إنما أحبّ أخي إذا كان صديقًا‏.‏

لبعضهم

وقال بعضهم‏:‏ إن أحب إخواني إليّ، من كثرت أياديه عليّ‏.‏

شعر لرجل في أخٍ له وقال رجل في أخٍ له‏:‏

وكنت إذا الشدائد أرهقتني *** يقوم لها وأقعد لا أقـوم

وقال آخر‏:‏

أخٌ طالما سرّنـي ذكـره *** فأصبحت أشجى لدى ذكره

وقد كنت أغدو إلى قصره *** فأصبحت أغدو إلى قبـره

وكنت أراني غـنـيًّا بـه *** عن الناس لو مدّ في عمره

إذا جئته طـالـبـًا حـاجةً *** فأمري يجوز على أمـره

أعرابي يصف رجلًا وصف أعرابي رجلًا قال‏:‏ كان واللّه يتحسّى مرار الإخوان ويسقيهم عذبه‏.‏

وقال أعرابي‏:‏

أخٌ لك ما تراه الدّهـر إلا *** على العلاّت بسّامًا جوادا

سألناه الجزيل فما تلـكّـا *** وأعطى فوق منيتنا وزادا

فأحسن ثم أحسن ثم عدنـا *** فأحسن ثم عدت له فعادا

مرارًا لا أعـود إلـيه إلاّ *** تبسّم ضاحكًا وثنى الوسادا

المودّة بالتّشاكل

لعبد اللّه بن عباس بلغني عن ابن عيينة أته قال‏:‏ قال ابن عباس‏:‏ القرابة تقطع والمعروف يكفر، ولم ير كتقارب القلوب‏.‏

بين العرجيّ ورجل قال رجل للعرجيّ‏:‏ جئتك أخطب إليك مودّتك‏.‏ فقال‏:‏ لا حاجة بك إلى الخطبة، قد جاءتك زنًا فهو ألذّ وأحلى‏.‏

شعر للكميت بن معروف، وللطائي وقال الكميت بن معروف‏:‏

ما أنا بالنّكس الدّنـئ ولا الـذي *** إذا صدّ عنه ذو المودّة يقـرب

ولكنه إن دام دمـت وإن يكـن *** له مذهبٌ عني فلي عنه مذهب

ألا إنّ خير الودّ ودّ تطـوّعـت *** به النفس لا ودّ أتى وهو متعبٌ

وقال الطائي‏:‏

ذو الودّ وذو القـربـى بـمـنـزلةٍ *** وإخواتي أسوةٌ عنـدي وإخـوانـي

عصابة جـاورت آدابـهـم أدبـي *** فهم وإن فرّقوا في الأرض جيراني

أرواحنا في مكـانٍ واحـدٍ وغـدت *** أبدانـنـا بـشـآمٍ أو خـراسـان

شعر عبد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة لعمر بن عبد العزيز وقال عبد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة لعمر بن عبد العزيز‏:‏

ابن لي فكن مثلي أو ابتغ صاحبًا *** كمثلك إني مبتغٍ صاحبًا مثـلـي

عزيزٌ إخائي، لا ينـال مـودّتـي *** من القوم إلا مسلمٌ كاملٌ العقـل

وما يلبث الإخوان أن يتفـرّقـوا *** إذا لم يؤلّف روح شكل إلى شكل

وقال الطائي‏:‏

ولن تنظم العقد الكعـاب لـزينةٍ *** كما ينظم الشمل الشتيت الشمائل

كتاب كاتب لصديق له كتب بعض الكتّاب إلى صديق له‏:‏ إني صادفت منك جوهر نفسي، فأنا غير محمودٍ على الانقياد لك بغير زمامٍ، لأن النفس يتبع بعضها بعضًا‏.‏

أبو الدرداء لسلمان قال‏:‏ حدّثني محمد بن داود قال‏:‏ حدّثنا يزيد بن خلف عن يعقوب بن كعب عن بقيّة عن صفوان بن عمرو عن شريح عن أبي عبيدٍ قال‏:‏ كتب أبو الدّرداء إلى سلمان‏:‏ إن تكن الدار من الدار بعيدةً فإنّ الرّوح من الرّوح قريبٌ، وطير السماء على إلفه من الأرض يقع‏.‏

شعر لأبي العتاهية وقال أبو العتاهية‏:‏

يقاس المرء بالمـرء *** إذا ما هو ما شـاه

وللقلب على القلـب *** دليلٌ حـين يلـقـاه

وللشكل على الشكل *** مقـاييسٌ وأشـبـاه

وفي العين غنيً للعي *** ن أن تنطق أفـواه

للمساحقي وقال المساحقي‏:‏

يزهّدني في ودّك ابن مسـاحـق *** مودّتك الأرذال دون ذوي الفضل

وأنّ شرار الناس سادوا خيارهـم *** زمانك، إنّ الرّذل للزّمن الرّذل

باب المحبة

للنبي صلى اللّه عليه وسلم في المحبة قال‏:‏ حدّثني أحمد بن الخليل عن محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد عن ثور بن يزيد عن حبيب بن عبيد عن المقدام بن معد يكرب، وكان أدرك النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، قال‏:‏ قال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبّه‏"‏لمجاهد

وحدّثني محمد بن داود عن أبي الرّبيع عن حمّاد بن زيد عن ليث عن مجاهد قال‏:‏ ثلاثٌ يصفين لك ودّ أخيك‏:‏ أن تبدأه بالسلام إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحبّ أسمائه إليه‏.‏ وثلاثٌ من العيّ‏:‏ أن تعيب على الناس ما تأتي، وأن ترى من الناس ما يخفى عليك من نفسك، وأن تؤذي جليسك فيما لا يعنيك‏.‏

وكان يقال‏:‏ لا يكن حبّك كلفًا ولا بغضك تلفًا‏.‏ أي لا تسرف في حبك وبغضك‏.‏

للحسن في الإعتدال في الحب ونحوه قول الحسن‏:‏ أحبّوا هونًا فإنّ أقوامًا في حبّ قوم فهلكوا‏.‏

وكان يقال‏:‏ من وجد دون أخيه سترًا فلا يهتكه‏.‏

شعر لعمر بن أبي ربيعة وقال عمر بن أبي ربيعة‏:‏

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلبًا فارغًا فتمـكّـنـا

بين عمر بن الخطاب وطليحة الأسدي قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لطليحة الأسديّ‏:‏ قتلت عكّاشة بن محصنٍ‏!‏ لا يحبّك قلبي‏!‏ قال‏:‏ فمعاشرةً جميلةً يا أمير المؤمنين، فإنّ الناس يتعاشرون على البغضاء‏.‏

كتاب رجل إلى صديق له وكتب رجلٌ إلى صديق له‏:‏ الشوق إليك وإلى عهد أيامك - التي حسنت بك كأنها أعيادٌ، وفصرت بك حتى كأنها ساعات - يفوت الصفات؛ ومما جدّد الشوق وكثّر دواعيه تصاقب الدار، وقرب الجوار؛ تمم اللّه لنا النعمة المتجدّدة فيك بالنظر إلى الغرّة المباركة التي لا وحشة معها ولا أنس بعدها‏.‏

للحسن قال الحسن‏:‏ المؤمن لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحبّ‏.‏

في بعض الكتب في شفاعة المحبة وقرأت في بعض الكتب‏:‏ إنه ليبلغ من حس شفاعة المحبة أنّ الحبيب يسيء فيظنّ به الغلط ويذنب فيحتجّ له بالدّالّة، وذنبه لا يحتمل التأويل ولا مخرج له في جواز العقول‏.‏ وفيه‏:‏ كلّ ذنبٍ إذا شئت أن تنساه نسيته وإن شئت أن تذكره ذكرته، فليس بمخوفٍ‏.‏ وليس الصغير من الذنب ما صغّره الحبّ، وإنما الصغير ما صغّره العدل‏.‏ وليس الذنب إلا ما‏"‏لا‏"‏يصلح معه القلب ولا يزال حاضرًا الدهر، وإلا ما كان من نتاج الؤم ومن نصيب المعاندة، فأما ما كان من غير ذلك فإنّ الغفران يتغمّده والحرمة تشفع فيه‏.‏

من كتاب رجل إلى صديق له، وشعر معقل لمخارق وكتب رجل إلى صديق له في فصل من كتاب‏:‏ لساني رطب بذكرك، ومكانك من قلبي معمورٌ بمحبّتك‏.‏ ونحوه قول معقل أخي أبي دلف لمخارقٍ‏:‏

لعمري لئن قرّت بقربك أعينٌ *** لقد سخنت بالبين منك عـيونٌ

فسر وأقم وقفٌ عليك مّودتي *** مكانك من قلبي عليك مصونٌ

بين شبيب بن شيبة ورجل ذكر أنه يحبه وقال رجل لشبيب بن شيبة‏:‏ واللّه أحبّك، قال‏:‏ وما يمنعك من ذلك وما أنت لي بجارٍ ولا أخٍ ولا قرابة‏!‏ يريد أن الحسد موكّلٌ بالأدنى فالأدنى‏.‏

مثله بين شهر بن حوشب ورجل قال رجل لشهر بن حوشبٍ‏:‏ إني لأحبّك‏.‏ قال‏:‏ ولم لا تحبني وأنا أخوك في كتاب اللّه ووزيرك على دين اللّه ومؤونتي على غيرك‏!‏ شعر لبشار، ولغيره قال بشارٌ‏:‏

هل تعلمين وراء الحبّ مزلةً *** تدني إليك فإنّ الحبّ أقصاني

وقال غيره‏:‏

أحبّـك حـبّـين لـي واحـدٌ *** وحبّ لأنـك أهـلٌ لـذاكـا

فأمّا الـذي أنـت أهـلٌ لـه *** فحسنٌ فضلت به من سواكـا

وأما الذي في ضمير الحشـا *** فلست أرى الحسن حتى أراكا

وليسلي الـمـنّ فـي واحـدٍ *** ولكن لك المنّ في ذا وذاكـا

وقال المسيّب بن علسٍ‏:‏

وعين السّخط تبصر كـلّ عـيبٍ *** وعين أخي الرّضا عن ذاك تعمي

لعبد اللّه بن معاوية ونحوه لعبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر‏:‏

فلست بـراءٍ ذي الـودّ كـلّـه *** ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا

وعين الرّضا عن كلّ عيبٍ كليلةٌ *** ولكنّ عين السّخط تبدي المساويا

بين بعض الخلفاء ورجل وقال بعض الخلفاء لرجل‏:‏ إني لأبغضك‏.‏ قال‏:‏ يا أمير المؤمنين، إنما يجزع من فقد الحبّ المرأة، ولكن عدلٌ وإنصافٌ‏.‏

لشريح وقال شريحٌ‏:‏

خذي العفو منّي تستديمي مـوّدتـي *** ولا تنطقي في سورتي حين أغضب

فإني رأيت الحبّ في الصدر والأذى *** إذا اجتمعا لم يلبث الحـبّ يذهـب

لأعرابي في التشاكل وقال أعرابيّ‏:‏ إذا ثبتت الأصول في القلوب نطقت الألسن بالفروع، ولا يظهر الودّ السليم إلا من القلب المستقيم‏.‏

وقال آخر‏:‏ من جمع لك مع المودّة الصادقة رأيًا حازمًا، فاجمع له مع المحبة الخلصة طاعةً لازمةً‏.‏

للخليل بن أحمد قال اليزيديّ‏:‏ رأيت الخليل بن أحمد فوجدته قاعدًا على طنفسةٍ، فأوسع لي فكرهت التضييق عليه؛ فقال‏:‏ إنه لا يضيق سمّ الخياط على متحابّين ولا تسع الدنيا متباغضين‏.‏

مدح أبو زبيد للوليد بن عقبة وقال أبو زبيد للوليد بن عقبة‏:‏

من يخنك الصفاء أو يتبـدّل *** أو يزل مثلما تزول الظلال

فاعلمن أنني أخوك أخو العه *** د حياتي حتى تزول الجبال

ليس بخلٌ عليك منّي بمـالٍ *** أبدًا ما استقلّ سيفًا حمـالٌ

فلك النصر باللسان وبالكفّ *** إذا كان للـيدين مـصـال

كلّ شيءٍ يحتال فيه الرجال *** غير أن ليس للمنايا احتيال

شعر للمنخل اليشكري وقال للمنخّل اليشكري‏:‏

وأحبّها وتحـبّـنـي *** ويحبّ ناقتها بعيري

لأعرابي يذكر رجلًا وذكر أعرابيّ رجلًا فقال‏:‏ واللّه لكأنّ القلوب والألسن ريضت له، فما تعقد إلا على ودّه، ولا تنطق إلا بحمده‏.‏

لعبد اللّه بن الزبير قال عبد اللّه بن الزّبير ذات يوم‏:‏ وللّه لوودت أنّ لي بكلّ عشرةٍ من أهل العراق رجلًا من أهل الشأم صرف الدينار بالدرهم‏.‏ فقال أبو حاضرٍ‏:‏ مثلنا ومثلك كما قال الأعشي‏:‏

علّقتها عرضًا وعلّـقـت رجـلًا *** غيري وعلّق أخرى غيرها الرجل

أحبّك أهل العراق وأحببت أهل الشّأم وأحبّ أهل الشأم عبد الملك بن مروان‏.‏

بين عمر وأبي مريم السّلولي وقال عمر لأبي مريم السّلولي‏:‏ واللّه لا أحبّك حتى تحبّ الأرض الدّم‏.‏ قال‏:‏ فتمنعني لذلك حقًّا‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏قال‏:‏ فلا ضير‏.‏

أيضًا بين عمر ورجل همّ بطلاق امرأته وقال عمر أيضًا لرجل همّ بطلاق امرأته‏:‏ لم تطلقها‏؟‏ قال‏:‏ لا أحبّها‏.‏ قال‏:‏ أوكل البيوت بنيت على الحب وأين الرعاية والتذّمم شعر لأعرابي في الحب قال أعرابي‏:‏

أحبّك حبًّا لو بليت ببعضـه *** أصابك من وجدٍ عليّ جنون

لطيفٌ مع الأحشاء أما نهاره *** فسبتٌ وأما ليلـه فـأنـين

كتاب رجل إلى صديق له وكتب رجلٌ إلى صديق له‏:‏ اللّه يعلم أنني أحبّك لنفسك فوق محبّتي إياك لنفسي، ولو أني خيرت بين أمرين‏:‏ أحدهما لي وعليك والآخر لك وعليّ، لآثرت المروءة وحسن الأحدوثة بإيثار حظّك على حظّي؛ وإني أحبّ وأبغض لك، وأوالي وأعادي فيك‏.‏

لبعضهم وقال بعضهم‏:‏ هوّن فقد يفرط الحبّ فيقتل ويفرط الغمّ فيقتل ويفرط السّرور فيقتل؛ وينفتح القلب للسرور، ويضيق وينضمّ للحزن والحبّ‏.‏

أقوال في العشق وقالوا‏:‏ العشق اسم لما فضل عن المحبة وقال بعضهم‏:‏ العشق مرض قلبٍ ضعف‏.‏

وقال بعض الشعراء‏:‏

فتمّ على معشوقةٍ لا يزيدها *** إليه بلاء السّوء إلا تحبّبـا

ما يجب للصديق على صديقه

للنبي صلى اللّه عليه وسلم فيما يجب للمسلم على أخيه المسلم حدثنا أحمد بن الخليل قال‏:‏ حدثنا عبد اللّه بن موسى عن إسرائيل عن ابن اسحاق عن الحارث عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال‏:‏ قال النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏للمسلم على المسلم خصالٌ ستٌ‏:‏ يسّلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشتمّه إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويحضر جنازته إذا مات، ويحبّ له ما يحبّ لنفسه‏"‏قال‏:‏ حدثني شبابة قال‏:‏ حدثنا القاسم بن الحاكم عن إسماعيل بن عيّاشٍ عن هشامٍ بن عروةٍ عن أبيه عن عائشةٍ رضي اللّه عنها قالت‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أعن أخاك ظالمًا أو مظلومًا، إن كان مظلومًا فخذ له بحقه، وإن كان ظالمًا فخذ له من نفسه‏"‏لمعاذ بن جبل وحدثني القومسيّ قال‏:‏ حدثنا أبو بكر الطبريّ عن عبد اللّه بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن بكير قال‏:‏ قال معاذ بن جبل‏:‏ إذا آخيت أخًا فلا تماره ولا تشاره ولا تسأل عنه، فعسى أن توافق عدوًّا فيخبرك بما ليس فيه فيفرّق بينكما‏.‏

شعر للنمر بن تولب وقال النّمر بن تولبٍ في هذا المعنى‏:‏

جزى اللّه عنّا حمزة بنة نوفلٍ *** جزاء مغلٍ بالأمانة كـاذب

بما سألت عنّي الوشاة ليكذبوا *** عليّ وقد واليتها في النوائب

لابن سيرين

قال‏:‏ وحدثني محمد بن داود‏"‏قال‏"‏‏:‏ حدثني سعيد بن منصور عن جرير عن عبد الحميد عن عنبسة قال‏:‏ قال ابن سيرين‏:‏ لا تكرم أخاك بما يكره، ولا تحملنّ كتابًا إلى أمير حتى تعلم ما فيه‏.‏

وكان يقال‏:‏ يستحسن الصّبر عن كلّ أحدٍ إلا عن الصديق‏.‏

لبعض الشعراء وقال بعض الشعراء‏:‏

إذا ضيّفت أمرًا ضاق جـدّا *** وإن هوّنت ما قد عزّ هانـا

فلا تهلك بشيء فـات يأسـًا *** فكم أمرًا تصعّب ثـم لانـا

سأصبر عن رفيقي إن جفاني *** على كلّ الأذى إلا الهوانـا

لابن المقفع وقال ابن المقفع‏:‏ ابذل لصديقك دمك ومالك، ولمعرفتك رفدك ومحضرك، وللعامةّ بشرك وتحيّتك، ولعدوّك عدلك، وضنّ بدينك وعرضك عن كلّ أحدٍ‏.‏

لخالد بن عبد اللّه بن أبي بكرة لما ولي قضاء البصرة قال أبو اليقطان‏:‏ ولي خالد بن عبد اللّه بن أبي بكرة قضاء البصرة فجعل يحابي؛ فقيل له في ذلك؛ فقال‏:‏ وما خير رجلٍ لا يقطع لأخيه قطعةً من دينه‏.‏

للنبي صلى اللّه عليه وسلم قالوا‏:‏ وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على عجوزٍ، فقال‏:‏ ‏"‏إنها كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان‏"‏‏.‏

لابراهيم النخعي فال إبراهيم النّخعيّ‏:‏ إنّ المعرفة لتنفع عند الأسد الهصور والكلب العقور فكيف عند الكريم الحسيب وقال الخليل بن أحمد‏:‏

وفّيت كلّ صديقٍ ودّني ثمنًا *** إلا المؤمّل دولاتي وأيامي

ولعمربن أبي ربيعة في مساعدة الصديق وقال عمر بن أبي ربيعة في مساعدة الصديق‏:‏

وخلّ كنت عين النّصح منه *** إذا نظرت ومستمعًا سميعًا

أطاف بغيةٍ فنهيت عنهـا *** وقلت له أرى أمرًا شنيعًا

أردت رشاده جهدي فلمّـا *** أبى وعصى أتيناها جميعًا

لبعض الكوفيين وقال بعض الكوفيين‏:‏

فإن يشرب أبو فرّوخ أشرب *** وإن كانت معتّقة عـقـارًا

وإن يأكل أبو فـرّوخ آكـل *** وإن كانت خنانيصًا صغارًا

قول أعرابي لأخٍ له وقال رجل من الأعراب لأخٍ له‏:‏ أما واللّه ربّ يومٍ كتنّور الطّاهي رقّاصٍ بشرارة، قد رميت بنفسي في أجيج لهيبه فأحتمل منه ما أكره لما تحبّ شعر لابن الأعرابي، ولكثير وغيرهما وأنشد ابن الأعرابي‏:‏

أغمض للصديق عن المساوي *** مخافة أن أعيش بلا صديق

وقال كثّير‏:‏

ومن لا يغمّض عينه عن صـديقـه *** وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب

ومن يتتبّع جـاهـدًا كـلّ عـثـرةٍ *** يجدها ولا يسلم له الدهر صاحـب

وقال آخر‏:‏

إذا ما صديقي رابني سوء فعله *** ولم يك عمّا ساءني بمـفـيق

صبرت على أشياء منه تريبني *** مخافة أن أبقى بغير صـديق

ومن المشهور في هذا قول النابغة‏:‏

ولست بمستبقٍ أخًا لا تـلـمّـه *** على شعثٍ أيّ الرجال المهذّب

وكان يقال‏:‏ من لك بأخيك كلّه وأنشدني الرّياشي‏:‏

إقبل أخاك بـبـعـضـه *** قد يقبل المعروف نزرا

وأقبـل أخـاك فـإنـه *** إنساء عصرًا سرّ عصرا

ونحوه قول الآخر‏:‏

أخٌ لي كأيام الحياة إخاؤه *** تلوّن ألوانًا عليّ خطوبها

إذا عبت منه خلّةً فهجرته *** دعتني إليه خلّةٌ لا أعيبها

شعر لعبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر وقال عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر‏:‏

اصبر إذا عضّك الزمان،ومن *** أصبر عند الزمان من رجله

ولا تهن للصّديق تـكـرمـه *** نفسك حتى تعدّ من خـولـه

يحمل أثقاله عـلـيك كـمـا *** يحمل أثقاله على جـمـلـه

ولست مستبقـيًا أخـًا لـك لا *** تصفح عما يكون من زللـه

ليس الفتى بالذي يحول عن ال *** عهد ويؤتي الصديق من قبله

لخالد بن صفوان في أحب إخوانه إليه وقيل لخالد بن صفوان‏:‏ أيّ إخوانك أحبّ إليك‏؟‏ قال‏:‏ الذي يغفر زللي، ويقبل عللي ويسدّ خللي‏.‏

لبشار وقال بشار‏:‏

إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى *** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربـه

شعر الخريمي لأبي دلف وقال الخريمي لأبي دلف‏:‏

تملك إن كـنـت ذا إربةٍ *** من العالمين لشيخ وصيف

الإنصاف في المودّة

كان يقال‏:‏ لا خير لك في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له‏.‏

شعر لجرير، وغيره، في معنى هذا العنوان وقال جرير‏:‏

وإنّي لأستحي أخي أن ترى له *** عليّ من الحق الذي لا يرى ليا

وله أيضًا‏:‏

إذا أنت لم تنصف أخاك وجـدتـه *** على طرف الهجران إن كان يعقل

ويركب حدّ السبف من أن تضيمـه *** إذا لم يكن عن شفرة السيف معدل

ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتـنـي *** يمينك، فأنظر أيّ كـف تـبـدّل

وقال آخر‏:‏

يا ضمر أخبرني ولست بمخبري *** وأخوك نافعك الذي لا يكـذب

هل في القضيّة أن إذا استغنيتـم *** وأمنتم فأنا البعـيد الأجـنـب

وإذا الشدائد بـالـشـدائد مـرّةً *** أشجينكم فأنا المحبّ الأقـرب

عجبًا لتلك قضيّة وإقـامـتـي *** فيكم على تلك القضية أعجـب

ولما لكم طيب البلاد ورعـيهـا *** ولي الثّماد ورعيهن المجـدب

وإذا تكون كريهة أدعى لـهـا *** وإذا يحاس الحيس يدعى جندب

هذا لعمركم ااصّغار بـعـينـه *** لا أمّ لي إن كـان ذاك ولا أب

وقال ابن عيينة‏:‏ سئل علي كرم اللّه وجهه عن قول اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏إنّ اللّه يأمر بالعدل والإحسان‏}‏ فقال‏:‏ العدل‏:‏ الإنصاف، والإحسان‏:‏ التفضّل‏.‏

وقال الشاعر‏:‏

صبغت أميّة في الدماء رماحنا *** وطوت أميّة دوننا دنـياهـا

ويقال‏:‏ من سنّ سنّةً فليرض أن يحكم عليه بها، ومن سأل مسألة فليرض بأن يعطى بقدر بذله‏.‏

وقال أبوالعتاهية‏:‏

إذا ما لم يكن لك حسن فهـمٍ *** أسأت إجابة وأسأت سمـعـا

ولست الدّهر متّسعًا بفضـلٍ *** إذا ما ضقت بالإنصاف ذرعا

وقال حمّاد عجرد‏:‏

ليت شعري أيّ حكم *** قد أراكم تحكمونـا

أن تكونوا غير معط *** ين وأنتم تأخذونـا

وقال آخر‏:‏

إذا كنت تأتي المرء تعرف حـقّـه *** ويجهل منك الحقّ فالترك أجـمـل

وفي العيس منجاةٌ وفي الهجر راحةٌ *** وفي الأرض عمّن لا يؤاتيك مرحل

وقال بشار‏:‏

إن كنت حاولت هوانًا فـمـا *** هنت وما في الهون من مقام

في الناس أبدال ولي مرحـلٌ *** عن منزلٍ ناءٍ ومرعىً وخام

لا نائلٌ مـنـك ولا مـوعـدٌ *** ولا رسولٌ فعليك الـسـلام

وقال آخر‏:‏

له حقٌّ وليس علـيه حـقٌّ *** ومهما قال فالحسن الجميل

وقد كان الرسول يرى حقوقًا *** عليه لغيره وهو الرسـول

لأكثم بن صيفي وشعر لدعبل وقال أكثم بن صيفيّ‏:‏ أحقّ من يشركك في النّعم شركاؤك في الكارة‏.‏ أخذه دعبلٌ فقال‏:‏

وإنّ أولى الـبـرايا أن تـواسـيه *** عند السرور لمن آساك في الحزن

إنّ الكرام إذا ما أسهلـوا ذكـروا *** من كان يألفهم في المنزل الخشن

لابن الأعرابي وأنشد ابن الأعرابيّ‏:‏

فإن آثرت بالودّ أهل بـلادهـا *** على نازحٍ من أهلها لا ألومها

فلا يستوي من لا ترى غير لمّةٍ *** ومن هو ثاوٍ عندها لا يرميهـا

قول رجل لبعض السلطان وقال رجلٍ لبعض السلطان‏:‏ أحقّ الناس بالإحسان من أحسن اللّه إليه، وأولاهم بالإنصاف من بسطت القدرة بين يديه؛ فاستدم ما أوتيت من النعم بتأدية ما عليك من الحق‏.‏

شعر المستهل بن الكميت لبني العباس قال المستهلّ بن الكميت لبني العباس‏:‏

إذا نحن خفنا في زمان عدوّكم *** وخفناكم إنّ البلاء لـراكـد